دقيقة قراءة واحدة

“كينبوعِ مياهٍ في الصحراء,
كالندى على عشبٍ يابسٍ,
هكذا كلمة الله لحياتِكَ … إشربها, عِشها”

 

من أصعب الأمور التي واجهتها خلال فترة إنتشار وباء “كورونا”, هي الإنقطاع عن الإختلاط بالناس الذين أحبهم والذين تعودت أن آراهم. والأمر الذي لفتني, هو كم نعتمد نحن البشر على هذا النوع من التواصل عن قرب, لدرجة أنَّ العديد من الناس أصيبوا بالإحباط و الفشل بسبب إنقطاع تواصلهم مع الغير خلال هذه الفترة.

إن كان بُعدنا عن الآخرين يأثِّر على حياتنا لهذه الدرجة, فكم بالحري سنتأثَّر أكثر بعدم تواصلنا مع الله ؟! كاتب المزمور وصف هذه الحالة وصفاً جميلاً قائلاً,  “كما يشتاق الإيّل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي” مزمور ٤٢: ١. هل إختبرت هذا الإشتياق من قبل؟ أين هذه الرغبة التي تدفعُكَ أن تستيقظ مبكراً كي تقرأ كلمة الله؛ أو أن تسترق الدقائق بالرغم من إنشغالِكَ كي تقضي الوقت بمحضرِ الله؟ متى كانت آخر مرّة أخذتَ كتابكَ المقدس و استرسلتَ في دراستِهِ و كأنّكَ تقرءُ روايتَكَ المفضَّلة و قلَّبتَ صفحاتِه من جنبٍ إلى جنب كشخصٍ يبحث عن كنز؟

في يوم قال الله  للنبي إرميا  “أدعني فأجيبك و أخبرُكَ بعظائم و عوائص لم تعرفها” إرميا ٣٣: ٣. لا تقدر أن تتخيّل الأمور الرائعة التي يُحِب أن يكشفها لكَ الله, الأسرار التي يرغب أن يعلنها لكَ. لكن كيف سيتحدَّث إن لم تُعطِهِ الوقت؟ و كيف سترتوي و أنتَ تشرب من ينبوع كلمتِهِ بشكلٍ نادِرٍ. كينبوع مياهٍ في الصحراء, كالندى على عشبٍ يابسٍ, هكذا كلمةُ الله لحياتِكَ … إشربها, عشها.

أمور رائعة تحدث حين تأتي إلى الله بجوع ٍ و عطش ٍ و لهفةٍ لِتفهمَ كلمته, عندها يكشفُ لَكَ عن نفسِهِ ويكشفُ لكَ أموراً عن شخصِهِ لم تعرفها من قبل. و تختبر فرحاً و شِبَعاً لم تختبره من قبل لأنَّ أعظم شخص بالوجود سُرَّ أن يأتمِنكَ على أسرارِهِ كما يفعل الأصدقاء.

السؤال الذي يطرح نفسَهُ هنا هو: هل لديكَ  أنتَ الرغبة بأن تغوص في بحر كلمة الله؟

ميكال حداد